“المبرم” هو آلة يدوية تقليدية، تُعد جزءًا أصيلًا من التراث الحرفي في محافظة دير الزور، وظيفتها الأساسية هي غزل الصوف ولفّه، محوّلةً إيّاه إلى خيوط متينة جاهزة للاستخدام.
استخدامات “المبرم” في الحياة البدوية
في ريف دير الزور كان “المبرم” أداةً أساسية؛ فمن خلاله كانت تُنتَج الخيوط اللازمة لصناعة المكونات الأساسية لمساكنهم. تُلفّ خيوط الصوف بواسطته لتُصبح قوية بما يكفي لاستخدامها في نسج بيوت الشعر والخيام التي كانت توفّر لهم المأوى. ولم يقتصر دوره على ذلك، بل كان أيضًا ضروريا في تحضير الخيوط اللازمة لإنتاج الألبسة الصوفية التقليدية، مثل العباءات، التي تُعدّ جزءًا من لباسهم اليومي، وتُوفّر لهم الحماية من قسوة المناخ الصحراوي.
“المبرم” كجزء من التراث المحلي في دير الزور
يُعتبر “المبرم” رمزًا للتراث الحرفي المحلي الذي يعتمد على المواد الأولية المتوفرة في البيئة المحيطة. فصوف الأغنام، المتوفّر بكثرة في بادية دير الزور، كان المادة الخام الأساسية التي اعتمدت عليها هذه الصناعات النسيجية اليدوية لسنوات.
الحفاظ على إرث الماضي
ورغم تطوّر وسائل الإنتاج الحديثة وظهور الآلات الصناعية التي غزت سوق النسيج، لا يزال “المبرم” يُستخدم في بعض القرى لأغراض تعليمية أو في المعارض التراثية التي تهدف إلى حفظ التراث الصناعي المحلي.
